إجتماعية

عائــــــــــش.. صريــــــــــــــــع تغــــــــــــريدة الحــــــــــــــــب الأول

المستقلة خاص ليمنات

لم تكن تتوقع أن تثور براكين العشق من ثنايا اضلاعها مرة أخرى بعد أن كانت قد صمدت عشر سنوات كاملة قضتها بعيداً عن أسوار حبها القديم.. حيث كانت قد سلمت أمرها إلى حقيقة واقعها وارتضت أن تعيش ربة أسرة تؤدي واجباتها المنزلية وواجباتها تجاه طفلها الوحيد وتجاه زوجها.


حرصت سميحة أن تنسى تلك الأيام التي تبادلت  فيها مع عائش كؤوس الغرام ومذاقات الافتهان، وغادرت  القرية التي ولدت وعاشت وترعرعت فيها وشهدت رباها سنوات الحب مع عائش وسكنت العاصمة بعد أن تزوجت من أحد أبناء القرية ورزقت بطفل صار عمره سبع سنوات، ومرت السنون وسميحة تعيش مع زوجها في حالة وئام فهو يمتلك مشغل خياطة لا يبعد كثيراً عن المنزل الذي يسكن فيه ولا يعلم شيئاً عن تلك العلاقة القديمة لزوجته كما أن سميحة كانت قد حرصت على أن تكرس كل حياتها واهتمامها لولدها وزوجها ومنزلها لكن  الصدفة تبعث العواطف من همودها وتزيدها اشتعالاً كاشتعال النار بالهشيم،  فالماضي يظل حلواً حتى وإن كان مراً، لأنه يحفر في القلوب ذكريات من المحال نسيانها، على كل حال وقفت سميحة متأرجحة بين الاحجام والاقبال إزاء رؤيتها شريك الحب الأول (عائش) فجأة أمام نافذة منزلها فعاشت أثناء هذه التضاربات الفكرية والنفسية صراعات حادة، بين الخير والشر فسميحة التي كادت أن تطلق صرخة تلقائية تهز الأماكن التي حولها من هول المفاجأة التي لم تكن لتصدقها لولا مشاهدتها بأم عينيها عائش جالساً أمام النافذة وهو بكل ملامحه التي تعرفها جيداً فعاودها الحنين سريعاً إلى أيام الصبا وكادت تصرخ وتفضح كل سطور الماضي، ولكن تلك الشحنات التي تولدت من هول المفاجأة جعلتها تفرغها على النافذة التي قامت بفتحها بقوة أدت إلى ارتطامها بجدار الغرفة وإحداث صوت شد انتباه عائش الذي جاء إلى ذلك المكان لغرض رؤية سميحة عبر خطة كان قد حاكها فبعد زواج سميحة حبيبته وفاتنة ربيع عمره أختفى عائش من القرية.. ولم يعلم به أحد من أهل القرية كيف أو أين رحل فمنهم من يقول أنه محبوس في إحدى السجون وأخر يدعي أنه مات ولم يعرف حقيقة وجوده حتى أهله:

ولكن الحقيقة أنه غادر  سراً إلى السعودية وهناك عمل لمدة أربع سنوات ومن ثم دخل السجن إثر شجار  بينه وبين شخص آخر أصابه إصابة شديدة كادت أن تودي بحياة ذلك الشخص.. وتم إيداعه السجن فقضى مدة ثلاث سنوات ومن ثم ترحيله إلى اليمن.. ليعود إلى المدينة التي تسكنها سميحة .

 

حاول عائش أن يعيد علاقته بأبناء قريته وخاصة زوج سميحة حيث بدأ يعيد نسيج تلك العلاقة، وبدأ يتقرب لزوج سميحة شيئاً فشيئاً ثم أستأجر غرفة في نفس الحارة التي تعيش فيها سميحة، ثم كان يظل يراقب النوافذ لعله يراها أو تراه وهو ما كان في تلك اليوم حين رأته سميحة وبدأت تعود العلاقة بينهما  تدريجياً إلى أن عادت مجدداً بينهما كما كانت سابقاً وبدأت اللقاءات الساخنة تأخذ عنفوانها وكثيراً ما كان يترقب خروج زوج سميحة إلى العمل وذهاب أبنهم إلى المدرسة، ليدخل إلى سميحة في المنزل ليتبادلا لحظات من حبهما..

 

بدأت تتسرب الأخبار إلى مسامع الزوج عمَّا يقوم به عائش وسميحة حتى وصل الخبر إلى شقيق سميحة، وهو الأمر الذي جعله لا يصدق ما يسمع فقرر زوج سميحة  على ضرورة التأكد مما يدور. من حديث حول تلك العلاقة ولكن وصل إلى مسامع عائش بأن علاقته مع سميحة قد انكشفت وأن زوجها وأخاها يتربصان به للإيقاع به.. فاختفى مؤقتاً. ولكن تلك الأحاديث التي لم تتوقف دفعت بزوج سميحة وأخيها لمواجهتها بتلك الأخبار حيث انهارت أمام ضغوطهما وحكت لهم الحكاية من بدايتها إلى نهايتها.. نالت قسطاً كبيراً من الضرب المبرح.. ولكن لم تتوقف القضية عند الضرب بل رسما لها خطة لاستقطابه إلى المنزل وأقنعاها أن تتخلص منه هي شخصياً بعد أن سلماها مسدساً ودرباها على كيفية استخدامه.. وافقت على الخطة بعد أن أقنعاها بأن ذلك هو الحل الوحيد للتخلص من العار الذي جلبته عليهم.

 

اتصلت سميحة بعائش وطلبت منه الحضور إلى المنزل صبيحة اليوم الثاني بحجة أن زوجها مسافر وأقنعته بأن أقاربها ليس لهم علم بتلك العلاقة التي بينهما..

وفي اليوم الذي اتفقا على اللقاء فيه طرق عائش باب المنزل ودخل إلى الحوش.. ليجد مسدساً في يد سميحة مصوباً إلى صدره قائلة له لقد دمرت حياتي أطلقت النار إلى صدره ليسقط على الأرض مضرجاً بدمائه.

زر الذهاب إلى الأعلى